
مارتن ريز و بول ديفيز
الأكوان الممكنة وأهداف الطبيعة
الأكوان الممكنة وأهداف الطبيعة
حسن عجمي

يسأل مارتن ريز سؤلاً علمياً وفلسفياً أساسياً ألا وهو: لماذا يوجد عالمنا الواقعي بدلاً من أن يوجد عالم آخر؟فمن الممكن أن يوجد عالم مختلف في حقائقه وقوانينه الطبيعية عن عالمنا،وبذلك يحق لنا،أن نسأل لماذا يوجد عالمنا بالذات بدلا من عالم آخر،وهذا السؤال مرتبط بالضرورة بسؤال آخر وهو: لماذا توجد الظروف والحقائق والقوانين الطبيعية في عالمنا الواقعي التي تسمح بنشوء الحياة؟ فمن الممكن أن يكون عالمنا خالياً من أية ظروف وحقائق وقوانين سامحة لنمو الحياة. لكننا نجد أن الحياة قد أزدهرت في عالمنا. من هنا،علينا ان نسأل علمياً وفلسفياً: لماذا وجد عالمنا بحقائقه وظروفه وقوانينه بالذات المتآمرة على نشوء الحياة بدلاً من أن يوجد عالم ممكن آخر مختلف ولايسمح ابداً بنمو الأحياء؟ هذان السؤلان توأمان فإذا أجبنا عن أحدهما نجيب عن الآخر . فالسبب الذي يؤدي إلى نشوء عالمنا بقوانينه وحقائقه هو ذاته الذي يؤدي الى ظهور الحياة. الان،يعتمد الفيزيائي ريز في إجابته على نظرية الأكوان الممكنة التي تعتبر انه توجد أكوان ممكنة عديدة ومختلفة.
الأكوان الممكنة

تفسير عالمنا

(Martin Rees:Our Cosmic Habitat 2001. Princeton University Prees)
أهداف الطبيعة

(Paul Davies: Cosmic Jackpot 2009. Houghton Mifflin Company.)
يبني ديفز تفسيره الخاص تلك الحقائق. يقول إن الحياة والعقل أساسيان في الكون؛ فلا بد من النظر إلى الحياة والعقل على أنهما يشتركان في خلق العالم، كما يشير إلى ذلك ميكانيكا الكم. فعلى ضوء ميكانيكا الكم يستنتج ديفز أن العقل والحياة أساسيان في وجود الكون، بدلاً من ان يكونا نتيجتي الصدفة. من هنا ، يقول إنه يوجد مبدأ طبيعي شبيه بالقوانين الطبيعية يحتم وجود الحياة والعقل ولذا العالم ينتج وجودهما ويخلقهما بالفعل،هكذا يفسر ديفز لماذا الكون صديق للحياة،أي لماذا توجد الحياة في عالمنا. فللكون هدف طبيعي هو جزء من مبادئه الطبيعية،وهذا الهدف هو هدف بناء الحياة. أما بالنسبة إلى ميكانيكا الكم فمن غير المحدد ما إذا كان الجسيم جسيماً أم موجة. تتعدد هنا تفاسير مضمون ميكانيكا الكم منها التفسير القائل إن الوعي يحدد طبيعة الجسيم، فإذا نظر الى الجسيم أبصره حينها يدركه، إما على أنه جسيم وإما علة أنه موجة. فالوعي يحدد ما غذا كان الجسيم جسيماً أم موجة. لكن الكون يخلق الحياة والعقل،ولقد وجدنا مع ديفز أن الحياة والعقل يخلقان الكون أيضاً. من هنا الكون يخلق ويفسر ذاته. ويعترف ديفز أنه اقرب إلى قبول هذا الموقف. على أساس كل هذا، يوجد عالمنابحقائقه وقوانينه الطبيعية بالذات لأن له هدفاً ألا وهو خلق الحياة. هكذا يفسر ديفز لماذا يوجد عالمنا بالذات.
مشاكل مدمرة

