
النظم المفاهيمية وتكوين النص الشعري في مقام المعرفة:
وظائف الشعر!
يمر حسن عجمي في كتابه مقام المعرفة من مهاد تنظيري إلى مواجهة تطبيقية نقدية مع نصوص حديثة في الشعر والنثر. لكن
وان كان الشعر يتضمن فقرات من أشعار فان النثر يتضمن نقد لمنظومات وآراء تضمنتها كتابات معروفة على مستوي الساحة الفكرية العربية.

يبدأ المؤلف فصله الخاص بالنظم المفاهيمية سائلا. ماهي النظم المفاهيمية ؟ هل هي موجودة حقا ؟ تتصارع النسبية المفاهيمية مع المذهب الواقعي. بالنسبة إلى النسبية المفاهيمية توجد نظم مفاهيمية عديدة و مختلفة وهي عبارة عن نظريات فكرية لديها صفات خاصة. تختلف النظم المفاهيمية عن بعضها بعضا بسبب اختلاف المفاهيم التي تملكها . فكل نظام مفاهيمي لديه مفاهيمه الخاصة التي من خلالها يفهم ويفسر العالم او بعض ظواهره ة مما يجعل ماهو صادق بالنسبة إلى نظام مفاهيمي خاطأ بالنسبة إلى نظام مفاهيمي أخر. بالنسبة الى هذه النظرية المعرفة تتنوع وتختلف مع كل نظام مفاهيمي لكل نظام مفاهيمي معرفة خاصة تختلف عن المعرفة التي يدعيها نظام مفاهيمي اخر. فالمعرفة نسبية بما أن النظم المفاهيمية ليست سوي طرق مختلفة لتنظيم التجارب الإنسانية ( والمرجع دونالد دايفيدسون) . أما المذهب الواقعي فيرفض كل الأفكار السابقة . بالنسبة إليه لا توجد نظم مفاهيمية وبذلك المعرفة ليست نسبية (ص83).
يعقد حسن عجمي فصلا مقارنا فيه أو مقاربا بين فوكو وكون وهما من أنصار النسبية المفاهيمية من جهة وديفدسون الذي يشن حملة ضارية ضد النسبية المفاهيمية من جهة أخري. فيقول. في احدي معاركه (ويقصد ديفدسون) يبني الحجة التالية. الطريقة الوحيدة لدراسة الاخر وفهمه هي من خلال أن نعتبر كل أو معظم معتقداته صادقة أو أن نعتبر أنها عقلانية كمعتقداتنا. هذا يعني أن الطريقة الوحيدة لفهم الأناس الآخرين من خلال اعتبار انهم يملكون المعتقدات ذاتها التي نملكها نحن. يدعو ديفدسون هذه الطريقة أو هذا المنهج باسم مبدأ التصدقprinciple of charity (ص85) .
يراوح مؤلف كتاب مقام المعرفة بين المذهبين لينتهي إلي القول. ما قمنا به هنا هو أننا اعتمدنا على مبدأ التصدق ولم نعتمد عليه في آن واحد. اعتمدنا عليه لتفسير عقل الكاتب مما جعله شبيها بعقلنا ولا يشكل نظاما مفاهيميا ولم نعتمد عليه في تفسير نص الكاتب او قول القائل مما يجعل النصوص والأقوال تشكل نظما مفاهيمية .بما أننا اعتمدنا على مبدا التصدق ( لتفسير عقل الكاتب ) ولم نعتمد على مبدأ التصدق ( في تفسير نص الكتب او قول القائل) اذا لا نحتاج إلي البرهنة على صدق أو كذب مبدأ التصدق. هذا يجنب الشكلانية المفاهيمية من السقوط في المشكلة السابقة التي تواجه المذهبين النسبي والواقعي ألا وهي مشكلة السقوط في الدور. وكأننا قسمنا العقل إلي عقلين أو قسمنا العقل الي ما يقوله ومالا يقوله. ما يقوله قد يشكل نظاما مفاهيميا . أما ما لا يقوله فيشكل عقلا شبيها بعقولنا ولا يشكل نظاما مفاهيميا (ص88) .
يراوح مؤلف كتاب مقام المعرفة بين المذهبين لينتهي إلي القول. ما قمنا به هنا هو أننا اعتمدنا على مبدأ التصدق ولم نعتمد عليه في آن واحد. اعتمدنا عليه لتفسير عقل الكاتب مما جعله شبيها بعقلنا ولا يشكل نظاما مفاهيميا ولم نعتمد عليه في تفسير نص الكاتب او قول القائل مما يجعل النصوص والأقوال تشكل نظما مفاهيمية .بما أننا اعتمدنا على مبدا التصدق ( لتفسير عقل الكاتب ) ولم نعتمد على مبدأ التصدق ( في تفسير نص الكتب او قول القائل) اذا لا نحتاج إلي البرهنة على صدق أو كذب مبدأ التصدق. هذا يجنب الشكلانية المفاهيمية من السقوط في المشكلة السابقة التي تواجه المذهبين النسبي والواقعي ألا وهي مشكلة السقوط في الدور. وكأننا قسمنا العقل إلي عقلين أو قسمنا العقل الي ما يقوله ومالا يقوله. ما يقوله قد يشكل نظاما مفاهيميا . أما ما لا يقوله فيشكل عقلا شبيها بعقولنا ولا يشكل نظاما مفاهيميا (ص88) .
تكوين النص الشعري
بهذا المنهج يباشر حسن عجمي بعض الأمثلة من النصوص الشعرية ليبرهن على وجود النظم المفاهيمية في النصوص الشعرية فيقول يبدآ انسي الحاج ديوانه ماذا صنعت بالذهب/ماذا فعلت بالوردة قائلا . قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت ويسال حسن عجمي ما الذي جعله يبدآ بمفهوم .قولوا هذا المفهوم يختصر الفعل اللغوي الذي هو العنصر الجوهري في النظام ألمفاهيمي لهذا الديوان (ص89).
الضروري أن يتكون النظام ألمفاهيمي من مجموعة مفاهيم أو من مفهوم معين. بل قد يتكون من متغير variableيتخذ وزنا معينا ومحددا ويستبدل بمفاهيم مختلفة(ص91) كما يمعن في تتبع النظم المفاهيمية في شعر ادونيس و الياس لحود فيقول في شعر ادونيس ( يشكل شعر ادونيس المحور الثاني لدراستنا الموجزة. نبدأ بالقول إن اقواال ادونيس الشعرية كاذبة ومن المستحيل أن تكون صادقة. من أقواله الكاذبة قالت الأرض في جذوري آباد/ حنين وكل نبضي سؤال / بي جوع إلى الجمال ومن صدري / كان الهوى وكان الجمال . ص92 . يسال مؤلف الكتاب ( فهل يعقل أن يقال . أجمل وأصفى مطر/يغذي ينابيع الروح / مطر يهطل من غيوم الجسد ......وهل يعقل ان يعرف النهار على انه هيكل الجسد...هذا لايعني أن ادونيس مجنون. لن نتوقع منه انه يحاول القفز من ناطحة سحاب ظانا انه يستطيع أن يطير . فهو مثلنا تماما يعلم انه غير قادر على الطيران . هذه المعرفة المشتركة تسمح لنا بالاستمرار على قيد الحياة. لكن شعره لاعقلاني والا ماكان شعرا. فلو ان شعر ادونيس اوشعر أي شاعر لا يشكل نظاما مفاهيميا مختلفا عن نظامنا المفاهيمي اليومي لاصبح شعره آو شعر أي شاعر لايعبر سوي عن أفكارنا ومشاعرنا اليومية مما يفقده مصداقية شاعرته . لو أن الشعر لا يختلف عن كلامنا اليومي لخسر الشعر صفته المميزة وما عاد شعرا . من هنا توجد نظم مفاهيمية مختلفة منها الشعر ومنها الكلام اليومي . 93
وكأني بحسن عجمي يدقق بلغة أخري وبمنهج آخر ما اصطلح علية بالخرق أو العدول في الشعر وهذا التدقيق المنهجي اخرج المصطلح من التعميم إلي التخصيص وانتهي إلي أن فضل المفاهيمي يؤدي إلى استخلاص فكرة أساسية والفكرة الأساسية في النظام المفاهيمي المشخص في كتاب ادونيس هي أن كل ما في الكون هو لغة . كلمات معان. فكتابة فقراءة الى ما هنالك من مفردات شبيهة ومرادفة للمفاهيم السابقة. ص 94 و 95 والمنهج الاخر هو منهج تكوين النص وهو منهج لدراسة النصوص. بالنسبة إليه. لابد من دراسة النصوص على أنها تشكل نظما مفاهيمية مختلفة. ولكي نكتشف هذه النظم قد نستعين بما تميل النصوص إلى قوله بدل أن تقوله علانية ص96 .
سيناريو الأرجوان ووحدة الشهود الإنسانية
مثال آخر يعتمده حسن عجمي في هذا الفصل الخاص بمنهج التكوين ما يتمثل في ديوان سيناريو الأرجوان لالياس لحود من ميل إلي القول بوحدة الشهود الإنسانية في مقابل مفهوم وحدة الوجود الإنسانية وسعيا منه إلي تبسيط المفهومين يقول المؤلف.( إذا اعتبرنا أن وحدة الوجود تعني انه لا يوجد تمايز بين الأشياء القائمة في الواقع ووحدة الشهود تعني انه لا يوجد تمايز بين الأشياء القائمة في العقل الإنساني او الإلهي (أي أن الأشياء كما ندركها لا تختلف عن بعضها بعضا ).
فان وحدة الوجود الإنسانية تشير إلى انعدام الاختلاف بين البشر بالنسبة إلى العقل الإنساني وهي لا تعني أفراد البشرية يشكلون فردا واحدا أو أن للبشر جوهرا واحدا. بل هي تفسح المجال أمام تفرد كل فرد بشري عن أخيه لأنها تعني فقط أن العقل البشري لا يستطيع سوي أن يري أفراد البشرية علي أنهم فرد واحد. وسبب هذه الرؤية ليس وقوعنا في الضلال بل سببها اقترابنا من فناء الانا في أفراد البشرية. ص96 يخلص عجمي إلى أن التحديد المقترح يساعد على الفهم لم اختار الياس لحود أن يبني ديوانا شعريا موضوعه يتشكل من أسماء مرتبطة بالأدب والفن والفلسفة.
وهذا الفهم يميل الى التعبير عنه بقوله . فبما أننا لا إلي نستطيع سوي أن نري وحدة الإنسانية فلا بد حين نكتب عن الإنسان أن نكتب عن أسمائه العديدة . بل لابد أن نخلق الأسماء ونكتب بها. أليس الأدب بحثا في الإنسان ؟ يجيب الأرجوان بألف نعم . ومما خص به حسن عجمي الياس لحود في تحليله حسب تكوين النص قوله ( يخبرك الياس لحود أن شعره سينمائي. فلم يكن الشعر تعبيرا عن المشهد فهو المشهد ذاته. بهذا المعني ينفي لحود فرضية أن الشعر تعبير عن المعنى ويضيف انه من الأفضل أن لا نعتبر الشعر تعبيرا عن المشهد بل هو المشهد (من حوار شخصي ) ص99.
وللبرهنة علي وجود فارق بين الإنسان الشاعر والإنسان العادي في رؤيته البشر يسال حسن عجمي. هل يري الياس لحود وهو يمشي في حياته اليومية أن البشر يتكونون من شهد واحد؟ أم هل يري ابنه ليس سوي أبيه؟ بالطبع لا . لذا يشكل نصه نظاما مفاهيميا خاصا ولا يشكل عقله وتصرفه نظاما مفاهيميا مختلفا عنا ص102 .
ينطلق حسن عجمي في باب الشعر والفلسفة التحليلية من كتابة مصادرة مفادها ان للشعر وظائف عديدة منها التحليل والتفسير وان الفرق بين الشعر من جهة والفلسفة والعلم من جهة أخري ليس فرقا شاسعا ص103 . وكما كان الشأن مع الفصل السابق فان المؤلف ينتهي إلي أن النصوص تشكل نظما مفاهيمية مختلفة كما يحدث هذا بالضبط في النصوص الفلسفية والعلمية ولايحدث في عقول الفلاسفة وتصرفاتهم شانهم في ذلك شان العلماء وللتدليل علي ذلك يستشهد ببيتين من الشعر القديم وهما للمتنبي فيقول.لنبدا بالمتنبي الذي يدهشنا قائلا:
ينطلق حسن عجمي في باب الشعر والفلسفة التحليلية من كتابة مصادرة مفادها ان للشعر وظائف عديدة منها التحليل والتفسير وان الفرق بين الشعر من جهة والفلسفة والعلم من جهة أخري ليس فرقا شاسعا ص103 . وكما كان الشأن مع الفصل السابق فان المؤلف ينتهي إلي أن النصوص تشكل نظما مفاهيمية مختلفة كما يحدث هذا بالضبط في النصوص الفلسفية والعلمية ولايحدث في عقول الفلاسفة وتصرفاتهم شانهم في ذلك شان العلماء وللتدليل علي ذلك يستشهد ببيتين من الشعر القديم وهما للمتنبي فيقول.لنبدا بالمتنبي الذي يدهشنا قائلا:
بابي من وددته فافترقنا
وقضى الله بعد ذلك اجتمعنا
فافترقنا حولا فلما التقينا
كان تسليمه علي وداعا
يعرف المتنبي التسليم على انه وداع. فهل يؤمن حقا بهذا القول المتناقض ؟ بالطبع لا. من هنا يتخذ نصه شكل نظام مفاهيمي مختلف ص103.
الشعر الحر والفلسفة التحليلية
يري مؤلف مقام المعرفة حسب منطلقا ته أن الشعر المعاصر الحر يهدف إلي أن يكون تحليليا إلا انه يختلف عن الفلسفة التحليلية في كونه لا يستند في تحليلاته إلى برهان ويأخذ أمثلة على ذلك أشعار يوسف الخال وخليل حاوي وشوقي أبي شقرا والياس لحود إلى أن يصل إلى محمود درويش ويختم بادونيس. فيوسف الخال حسب عجمي يشبه الفيلسوف المحلل يدهش بقصيدة أعمى. يقول أعمى /ابحث عن احد يبصرني. لماذا لم يقل والسؤال لحسن عجمي أنا كالأعمى أو لا أبصر جيدا الجواب واضح. يحاول الخال ان يقدم تعريفا لماهيته أو ماهية الإنسان والتعريف هو. الإنسان هو الأعمى الذي يبحث عن أعمى آخر كي يبصره. لماذا ؟ لأنهت بصرني كانسان أصبح إنسانا. هكذا قرانا هيغل والوجودية. ص 105أما خليل حاوي فيفسر أيضا في قصيدته العازر حين يبدآ بمناشدة الحفار. بقوله عمق الحفرة يا حفار/ عمقها لقاع لا قرار / يرتمي خلف مدار الشمس /ليلا من رماد / وبقايا نجمة مدفونة خلف المدار......كل هذا تفسير وبرهان على صدق مقولته التحليلية بان الرجل ميت والمرآة عار ص106.
وعن شوقي أبي شقرا يقول لا يدهشنا شوقي ابي شقرا بل يصدمنا. تتفكك اللغة بين يديه وتتخلي عن مسلماتها التقليدية وتصبح تحليلية صرفة كأنه تفكيكي ولا أروع. لكنه تفكيكي أعرج لانه تحليلي بالدرجة الأولى. لا يقع اللوم عليه بل على نوعية شعره ص 106 إن أقوال آبي شقرا دأبها التحليل لاجمالية السمو. باللغة فمهرج الشاعر هو ورق الغار في المدخنة.وذلك حين يقول أبو شقرا منزلي مضاء/وفي القهوة المرة يغتسل الساهرون./ مياهي صبايا تشربوهن / تتمايل الأرض العزرال/ والحروف مكواتي / مخرمة شراشف الأوراق /صحن عنب الأسوار / عنكبوت الشهوة ص106.
تخليل هوية ماهر. فيقول حسن عجمي.يبدأ ديوانه بالاقتراب من هذا التعريف قد كان / ان سكنت زهور العتم في عينيه / والتهمت نوافذه المشاتل / وانتهي في البيلسان ....ما الذي هذا النص ؟ تتكون كينونته من تعار يف منها. ماهر( المقاوم الشهيد ) هو الشاعر ومن صفاته انه ينام مثلما ينام اغلب المزوجين. ويعشق مرة علي زوجته ومرة علي أطفاله ومرة علي بيته ويموت حين يذكر انه مات جيدا.......فهذا النوع من النصوص الشعرية تحليلي كأصدق فلسفة تحليلية ص 107 و 108.
ويصل حسن عجمي في هذا الفصل إلى محمود درويش وادونيس فينتهي إلى أن غرض درويش التحليل في الدرجة الأولى فيقول معلقا علي قصيدة ابد الصبار. لماذا تركت الحصان وحيدا ؟ لكي يؤنس البيت يا ولدي / فالبيوت تموت إذا غاب سكانها . كان درويش يحلل البيوت والحصان. البيوت هي البنيات أو الأشياء إذا غاب سكانها. والحصان هو الكائن الذي ترك وحيدا ص109 وكذلك ادونيس الهدف الأول والأخير لديوانه فهرس لأعمال الريح هو تحليل الجسد. يفتتح ادونيس تعريفه بتقديم تعريف للجسد ، جسدك وردة طريقك/وردة تذبل و تتفتح في اللحظة ذاتها .كما يقول جسدي كلمات/تتناثر في دفتر أيامي./ لاشيء أكثر كثافة مني يقول الجسد /ولاشيء أكثر شفافية...كل هذه التعاريف تنتمي إلى قصيدة واحدة هي قصيدة جسد ص110 .
ويصل حسن عجمي في هذا الفصل إلى محمود درويش وادونيس فينتهي إلى أن غرض درويش التحليل في الدرجة الأولى فيقول معلقا علي قصيدة ابد الصبار. لماذا تركت الحصان وحيدا ؟ لكي يؤنس البيت يا ولدي / فالبيوت تموت إذا غاب سكانها . كان درويش يحلل البيوت والحصان. البيوت هي البنيات أو الأشياء إذا غاب سكانها. والحصان هو الكائن الذي ترك وحيدا ص109 وكذلك ادونيس الهدف الأول والأخير لديوانه فهرس لأعمال الريح هو تحليل الجسد. يفتتح ادونيس تعريفه بتقديم تعريف للجسد ، جسدك وردة طريقك/وردة تذبل و تتفتح في اللحظة ذاتها .كما يقول جسدي كلمات/تتناثر في دفتر أيامي./ لاشيء أكثر كثافة مني يقول الجسد /ولاشيء أكثر شفافية...كل هذه التعاريف تنتمي إلى قصيدة واحدة هي قصيدة جسد ص110 .
شعرية النص
بات جليا من خلال هذا الفصل أن حسن عجمي لا يري فارقا بين وظيفة الشعر العربي المعاصر من خلال النماذج المذكورة ووظيفة الفلسفة التحليلية وتلك في نظري وظيفة النص باعتباره مسعي لفهم العالم لامتلاكه وتلك وظيفة النصوص العظمى بصفة عامة. وهذا ما يجعل شعرية النص مهما بلغت من تمرد أو قطيعة لا يمكنها أن تخلص من رواسب النظام المفاهيمي القابع في لا وعي اللغة الأدبية بل في لاوعي ناظميها ذلك الللاوعي الجماعي بان الشاعر نبي آو كالنبي يفهم الكون أو الإنسان فهما قد يختلف عن الفهم العادي أو الفهم المتداول ومن رسالته أن يفهمه لغيره شانه في ذلك شان العالم أو الفيلسوف التحليلي. وهكذا فا ن المعاصرة في الشعر العربي تظل مزعومة مالم تتخلص نهائيا من هذه الوظيفة التي ليست من خصائص الشعر وقد ذهبت المدارس النقدية الغربية بها أشواطا في التباين والاختلاف وأخشي أن يسقط تحليل حسن عجمي عجمي في الدور أي تفسير الماء بالماء والتعريف له ذلك أن ادونيس والياس لحود وأبا شقرا ويوسف الخال وخليل حاوي والمتنبي شعراء وللشاعر وظيفة يبررها انتماء هؤلاء جميعا إلى الشعر أي إلى النص والنص رفع وتحليل وإقناع وهذه قضايا إن كانت تبدو طريفة في نقد الشعر العربي فإنها صارت من البديهيات في حضارة او قل في ثقافة من يتكئ حسن عجمي في مقام المعرفة على عيون من مراجعهم.
محمد خريف - كاتب و ناقد من تونس