الأربعاء، 7 يناير 2009

حسن عجمي يدرس التخلف من معادلة التقدم










حسن عجمي يدرس التخلف من معادلة التقدم الحضارة بيد الجاهل سلاح قاتل


تفضل الباحث الكريم حسن عجمي فأهدانا آخر نتاج من نتاجاته الذي كان بعنوان " سوبر تخلف " فله الشكر الجزيل. ومن يقلب صفحات هذا الكتاب سيجد أن الباحث كان متميزاً ذلك أنه استخدم اسلوباً جديداً، فهو حقق النجاح وصفة الجدة بالاسلوب الذي نستطيع ان نصفه بأنه اسلوب الرياضيات. لقد مزج الباحث بين اسلوبين أدبي ورياضي وكانت النتيجة جمال وبراعة في الاسلوب والبحث. وسوف نستعرض أحد فصول كتابه ليري ذلك القاريء.إن الباحث درس مصطلح التخلف من خلال معادلة التكنولوجيا والعلم وبذلك مع نقص العلوم وزيادة التكنولوجيا يزداد التخلف. وهذا ما اصابنا. فنحن لا نملك القدرة من ناحية ورغبة الآخر من ناحية أخري، أن ننتج علوماً لكن التكنولوجيا متاحة لنا لأننا نملك المال القادر علي شراء واستخدام التكنولوجيا. فنحن نستخدم الانترنيت والتلفزيونات الفضائية.أعتقد الباحث حسن عجمي بأن تخلفنا ازداد مع استخدامنا للتكنولوجيا من دون انتاجنا لأي نوع من العلوم. فالتكنولوجيا في يد الجاهل سلاح قاتل. ولهذا نجد ان صحفنا وفضائيتنا التلفزيونية وصفحات الانترنيت الخاصة بنا تدعو إلى الإرهاب وتطوّر التخلف.هكذا المعادلة السابقة تفسّر لماذا ازداد تخلفنا رغم حيازتنا للتكنولوجيا. مثال آخر لتكنولوجيا الحرب ورغم ذلك لم نحصل إلاّ على الهزائم التي تجسد تخلفنا. فمع إمتلاك التكنولوجيا من دون انتاج العلوم نسقط في هزائمنــا المتكررة.والإشكالية الأخرى التي تفصح عن القول بما ان التخلف = التكنولوجية/العلم.إذن مع زيادة التكنولوجيا وزيادة العلم معاً يبقي التخلف محافظاً على قيمته ووجوده السابق المعتاد. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي صنعه الغرب خاصةً في ميداني العلم والتكنولوجيا معاً لا يزال الغرب متخلفاً، لكنه لم يزدد في تخلفه هكذا تفسّر معادلة السوبر تخلف. لماذا لايزال الغرب متخلفاً رغم تطوره في ميداني التكنولوجيا والعلم.وحين يقرأ القاريء ذلك تنهض في ذهنه جملة من الاسئلة ويبدأ يسأل نفسه كيف نقنع بان الغرب لا يزال متخلفاً. نعم الغرب متخلف لكن تخلفه غير تخلفنا. وقد بسط الباحث هذه المسألة فقال: الغرب استعمر وما يزال يستعمر العالم ويضطهده ويسرقه ويستعبده ويقتله. هكذا هو الغرب إرهابي ايضاً.ونعود إلى إشكالية التخلف من خلال معادلة التخلف = التكنولوجيا/العلم إذن يمكن القول إنه مع نقص التكنولوجيا بشكل كبير وازدياد العلم بشكل كبير سوف ينقص التخلف وبذلك يحدث التطور الحقيقي. وهكذا تكون المعادلة مترابطة ومتوازنة، ذلك أن التطور يحدث مع ازدياد العلم ونقصان التكنولوجيا.وضرب الباحث مثلاً افتراضياً خيالياً، إذ تصور أن تنقص تكنولوجيتنا فتغلق مصانع الأسلحة رغم ازدياد معدل العلم وابحاثه. هذا المجتمع كفيل بان يخدم البشر بدلاً من خدمة التجارة والقتل. هذا هو المجتمع الأفضل المتطور حيث تنقص التكنولوجيا وبذلك ينقص احتمال استغلالها سلباً ويزداد العلم بدلاً من استغلاله لاضطهاده الآخرين.وبالاسلوب نفسه، اثبت لنا الباحث أن التخلف لا يختلف عن العنف فقال: العنف = التكنولوجيا/العلم لكننا وجدنا أن التخلف = التكنولوجيا/العلم وبذلك لا يختلف العنف عن التخلف والعكس صحيح. فالشعب المتخلف شعب يمارس العنف والإرهاب العكس طبعاً صحيح. ويشتغل الباحث على معادلة العلم والعنف وبطريقة رياضية اثبت إنه كلما زاد العلم نقص العنف. وفي ضوء هذه الصورة قال الباحث " لذا نجد العلماء على مر التاريخ يدعون إلي تجنب العنف والابتعاد عنه. ننتقل إلي معادلة أخري وهي: وبما ان العنف = التكنولوجيا/العلم إذن كلما زادت التكنولوجيا ونقص العلم زاد العنف. وعقد الباحث موازنة بين السياسيين والعلماء فقال: ولذا نجد طبقة السياسيين في الغرب والشرق كونها ليست طبقة علماء، تسعى إلى أقصى درجة من تحقيق العنف. ولذا نجد أن الشعوب أو الجماعات التي تملك التكنولوجيا وقليلاً من العلم تغدو عنيفة وإرهابية. وهكذا تتمكن هذه النظرية في العنف من تفسير الحقائق السابقة.وفي ضوء معادلة العنف = التكنولوجيا/العلم عبّد لنا طريقاً إلى السلام. وإذا رغبنا في ذلك نقول: لكي نصل إلي السلام لا بد من: أما تطور علمي من دون تكنولوجيا متطورة وأما تطور علمي وتكنولوجي متوازٍ بحيث إن مالك العلم يغدو مالك التكنولوجيا، أي العالِم (بكسر اللام) يصبح المتحكم بالتكنلوجيا، لأن الغرب مثلاً ينقسم إلى صاحب علم أي عالم وصاحب تكنولوجيا أي سياسي متحكم بها، ويجرنا الغرب إلي الحروب. ولأن الشرق قليل العلم لكنه صاحب تكنولوجيا مستوردة، لذا يجرنا الشرق إلي العنف. وهكذا نتمكن من تفسير الإرهاب الشرقي والغربي في آن معاً.

طالب مهدي الخفاجي