الخميس، 12 مارس 2009

(ميزياء) حسن عجمي دراسة للمذهب الفكري المناهض للاختزال


الباحث في الفلسفة اصدر كتابه الثالث عشر

ميزياء حسن عجمي دراسة للمذهب الفكري المناهض للاختزال


بيروت - ليندا عثمان:

يرى الباحث في الفلسفة الدكتور حسن عجمي أن للأشياء ذاتها ميزات مختلفة, لذا قد تتنوع دراسة الشيء أو الظاهرة نفسها فتبنى نظريات مختلفة تتناول الحقيقة ذاتها. وفي كتابه ال¯13 الصادر حديثاً تحت عنوان "الميزياء-الجيزياء والحيزياء" - عن الدار العربية للعلوم- يؤكد أن »الميزياء« هي المذهب الفلسفي الذي يعتبر أن كل شيء يملك ميزة تميزه عن الأشياء الأخرى, وبفضل ميزاته يوجد ويتشكل.على هذا الأساس, يرى عجمي, أنه لا يوجد شيء مطابق لشيء آخر وإلا أصبح شيئاً واحداً. وإذا وجد شيء مطابق لشيء آخر في كل صفاته, إذن لا يوجد ما يميزه عن ذاك الشيء الآخر. وبذلك هذان الشيئان هما شيء واحد, لذا لكل شيء ميزة تميزه, وبذلك لا توجد الماهيات. فمثلاً لو وجدت ماهية للإنسان لكان كل إنسان مطابقاً لكل إنسان آخر في ماهية الإنسانية. وبذلك لزالت الميزة التي تميز إنسانية هذا عن إنسانية ذاك, وفي حال زوال الميزة بين البشر يغدو كل البشر فرداً واحداً وهذا مستحيل.ويقول: بما أن الميزياء تؤكد عدم وجود الماهيات, إذن هذا يفسر لماذا لم تتمكن العقول من تحديد ماهيات الأشياء, ولماذا البحث العلمي والفلسفي هو عملية بحث وتصحيح مستمر, فبما أن الأشياء والظواهر هي أشياؤها وظواهرها بسبب ميزاتها لا بفضل ماهياتها, إذن من الطبيعي أن تغدو النظريات العلمية والفلسفية كافة فاشلة في تقديم الصورة الكاملة والنهائية للعالم وحقائقه. وبذلك من الطبيعي وجود نظريات مختلفة ومتعارضة رغم نجاحاتها الجزئية, وأن يستمر البحث الفكري إلى ما لا نهاية, ويغدو عملية تصحيح مستمر.ويرى المؤلف أن للميزياء بعدها الإنساني وبما أنه لا توجد ماهيات للأشياء والظواهر, إذن على الإنسان أن يسعى دوماً في خلق ماهيات الأشياء والظواهر كافة, هكذا يغدو الإنسان محور الخلق والوجود, فالكائنات تتميز بميزاتها, وتفاعلنا مع الكائنات المختلفة جزء من ميزاتها.. لذا الإنسان فاعل في تحديد الأشياء والظواهر المختلفة, فمثلاً: ميزة الكرسي عند "عجمي" أننا نجلس عليه, لذا إذا لم نجلس عليه لن يبقى كرسياً. بذلك فعلنا محدد للحقائق. مثال آخر: ميزة الكون أنه من الممكن معرفته, لذا إذا لم نسعَ في معرفته سيفقد ميزته تلك."هكذا فعلنا يحدد ميزة الكون" -يقول عجمي, لافتاً إلى أنه إذا كانت الماهيات تحكم الكون, ولكونها مطلقة وثابتة, حينها لن يكون لنا ولفعلنا أي دور في الوجود, أما لكون الميزات هي حاكمة الوجود, وبسبب أن الأشياء تخسر ميزاته وتكتسب أخرى, إذن من الممكن للوجود الإنساني أن يكون له دور أساسي, في تشكيل العالم, الماهيات تقيد الحرية بل تنفيها, أما الميزات فضمان حرية الإنسان وإنسانيته."الميزياء" دراسة لميزات الأشياء والظواهر بدلاً من اختزال الأشياء والظواهر, إلى ماهيات معدودة أو إلى كائن واحد فريد, فكل شيء واقع أو ممكن أو محتمل أو مستحيل, له ميزته الخاصة به دون سواه, ولذا يوجد أو هو ممكن أو محتمل أو مستحيل. و"الميزياء" هي المذهب الفكري المناقض للاختزال, فبدلاً من تحليل المفاهيم واختزالها إلى مفهوم أو مفاهيم معدودة لا بد من إلقاء الضوء على ميزة كل شيء وتميزه عن الأشياء الأخرى. وبذلك يتضح كيانه على حقيقته بدلاً من البقاء مسجونين في نطاق بعض المبادئ والمفاهيم الأولية غير القابلة للتحليل والتي على أساسها يقوم تحليل المفاهيم الأخرى وتفسير الظواهر.هكذا نخرج من فلسفة التحليل والتفسير إلى فلسفة الميزة. بالإضافة إلى ذلك, فان للشيء ذاته ميزات مختلفة يرى المؤلف أنه قد تتنوع دراسة الشيء أو الظاهرة نفسها فتبنى نظريات مختلفة تتناول الحقيقة ذاتها, هكذا لا تسجن "الميزياء" في نظرية واحدة فريدة بل تفتح المجال أمام تنوع النظريات والأبحاث. وهذه فضيلة ل¯ "الميزياء".. فمثلاً ميزة الكون قد ترتبط بنا, وقد ترتبط بالمادة التي يتكون منها الكون.. وبذلك تتوالد الميزات.





الرابط : http://www.dar-al-seyassah.com/news_details.asp?nid=5488&snapt=الثقافية