الأحد، 12 أبريل 2009

الضيمياء للكاتب حسن عجمي: فلسفة الخروج من سجن المسلمات


الضيمياء للكاتب حسن عجمي :
فلسفة الخروج من سجن المسلمات

يعرّف الكاتب مصطلح "الضيمياء" وهو من بنات أفكاره بأنه مذهب فلسفي يعنى بدراسة الضيم الذي نوقع على الأشياء والظواهر من خلال النظر إليها بأنها مجرد أدوات لدينا. ويضيف بأن الضيمياء فلسفة الظلم التي تدرس الكيفية التي نحلل بها ونفسر الحقائق والظواهر في ضوء مركزية الانسان، وفي هذا ظلم قاتل نظلم به معارفنا. من هنا يستنتج المؤلف بأن هذا المنهج ضرورة معرفية كي نخرج من سجون مسلماتنا الجاهزة ونتحرر من قيود يقينياتنا الكاذبة. على هذا الأساس، لا بد من أن نعرّي الكون من مصطلحاتنا ومنا أيضاً. الضيمياء، في هذا السياق، دراسة الضيم الذي يقع على الفكر، وبالتالي فهي إظهار الظلم الفكري وإزالته.يطبق الكاتب هذا المنهج الفلسفي على مفاهيم ومسلمات ومسائل لا حصر لها بغية ردها الى جادة الصواب بعد أن يزيل عنها القشرة السميكة من الاستخدام الخاطئ كما يزعم. فضيمياء اللغة وفقاً للكتاب تتمثل في أننا نعتبر خطأ أن اللغة أداة للتعبير عن الحقائق أو أداة للتخطاب في ما بيننا. لذلك يرى الكاتب أننا ننظر الى اللغة نظرة استعلاء وكأننا الأسياد وهي من عبيدنا. لكن الحقيقة هي أن اللغة ليست أداة لخدمتنا. اللغة تخدم ذاتها فقط وتستخدمنا لخدمة ذاتها فقط. وعلى نحو مماثل، يرى الكاتب أن ضيمياء العقل هي أننا نعتبر خطأ بأن العقل أداة لخدمة الانسان. والحق هو أن الانسان في خدمة العقل. العقل، في هذا الاطار، ليس أداة في خدمة أحد، إنه يخدم ذاته فحسب ويستخدمنا من أجل تطوير ذاته وتحقيقها وإبقائها على قيد الحياة.فلسفة من هذا النوع خطوة جريئة بتوجه غير مسبوق، على الأرجح، يستخدمها الكاتب وفي ظنه أنه يعيد الأمور الى نصابها الحقيقي. ومع ذلك، فهو يجتهد، في هذا السياق. آخذاً في الاعتبار أن التدقيق في الكثير من المصطلحات المتداولة، من شأنه أن يزود المعنيين بمناهج البحث المتعددة بأدوات جديدة هي من نسيج الفكر الحديث الذي يفترضه بالضرورة المواقف المعاصرة حيال منظومة واسعة من القضايا الانسانية والفلسفية والعلمية الأكثر إلحاحاً. علي هذا الأساس، على سبيل المثال، يزعم المؤلف أن ضيمياء الكون هي في أننا نظن خطأ بأن الكون قد نشأ من أجلنا فقط. والحق، في هذا الاطار أننا نحن من نشأنا من أجل الكون. وبإمكاننا أن نقيس على ذلك مفاهيم لا حصر لها ولا عد، مثل: المعنى، الحقيقة، الأدب، الجهل، التفكير، الجسد، الكلمة، الواقع والوهم. ولكن ألا يجدر بنا الاعتقاد أن كل هذه المفاهيم والمعتقدات والأشياء والحقائق هي من صنع الانسان نفسه. لا قيمة لها، على الاطلاق، من دون أن يتدخل الانسان فيها مراراً وتكراراً لانتاجها وإعادة انتاجها.